لا تزل إسرائيل تدرس خياراتها للرد على الهجوم الإيراني المباشر، الذي استهدفها ليل السبت الأحد، وسط تأكيدات من القادة العسكريين على أن “ليس لديهم خيار سوى الرد”.

ومن بين هذه الخيارات، الهجمات السيبرانية أو الإلكترونية، لاسيما أنها قد لا تؤجج الصراع في المنطقة، حسب تقارير لمجلة “فورين بوليسي” وموقع “أكسيوس“.

ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن خبراء قولهم إن من المرجح أن تكون الهجمات الإلكترونية على رأس قائمة الخيارات، التي تدرسها إسرائيل أو إيران أثناء قيامهما بالتخطيط لأعمال انتقامية.

وقال أندرو بورين، المدير التنفيذي للأمن العالمي في ” Flashpoint”، لأكسيوس، إن “العداء العلني والجوانب المادية العلنية للمواجهة نقلت الأمور إلى مجال مختلف”.

وأضاف أن إسرائيل وإيران لديهما القدرة على إطلاق برامج ضارة مدمرة وبرامج فدية وأنواع أخرى من الهجمات الإلكترونية ضد بعضهما البعض.

بينها هدف ينذر بتصعيد كبير.. 3 خيارات أمام إسرائيل للرد على إيران

تزايدت التوقعات خلال الأيام القليلة الماضية بشأن ما يتعين على إسرائيل القيام به للرد على هجوم إيران غير المسبوق، وسط تأكيد القادة الإسرائيليين على أنه “ليس لديهم خيار سوى الرد”، إذ تشير مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إلى 3 خيارات محتملة أمام إسرائيل من بينها استهداف البرنامج النووي الإيراني.


أقدم المنافسات السيبرانية

وكانت العلاقة بين إسرائيل وإيران متوترة منذ فترة طويلة ومليئة بالعمليات السرية والهجمات الإلكترونية المدمرة، حسب “أكسيوس”.

ويؤكد ذلك أيضا تقرير مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، الذي يشير إلى أن الهجمات الإلكترونية بين إسرائيل وإيران ربما بدأت في عام 2006 أو قبل ذلك.

ونقلت المجلة عن محمد سليمان، مدير التقنيات الاستراتيجية وبرنامج الأمن السيبراني في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن الصراع بين إيران وإسرائيل يعتبر واحد من أقدم المنافسات السيبرانية.

وكانت إسرائيل دائما الأكثر تطورا من إيران وفق “فورين بوليسي”، حيث ساعدها في ذلك التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين.

وبالإضافة إلى الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في إسرائيل، فإن أكبر فرقة في الجيش الإسرائيلي هي وحدة جمع المعلومات الاستخبارية المعروفة باسم الوحدة “8200”، وهي المسؤولة عن العمليات السيبرانية الهجومية، وفق المجلة.

وقال سليمان: “أود أن أصف إسرائيل بأنها قوة عظمى إلكترونية، وأن إيران قوة إلكترونية صاعدة”.

وأضاف: “إيران لا تعادل إمكانات إسرائيل في الفضاء السيبراني، لكنها دولة سريعة الحركة للغاية فيما يتعلق ببناء قدراتها الخاصة، وقد تعلمت أيضا من الإسرائيليين طوال هذه السنوات”.

ومنذ 7 أكتوبر، اجتذبت الهجمات الإلكترونية المرتبطة بالصراع بين إسرائيل وحماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بالفعل لاعبين من جميع أنحاء العالم، حسب موقع “أكسيوس”، حيث حذف قراصنة، انطلاقا من دوافع سياسية، تطبيقات خدمات الطوارئ والمواقع الإخبارية وغيرها من التطبيقات في إسرائيل.

وربط الباحثون العديد من المجموعات المشاركة في مثل هذه الهجمات بقراصنة متمركزين في إيران وروسيا وأماكن أخرى، حسب “أكسيوس”.

وقال جيل ميسينغ، كبير الموظفين في شركة “Check Point Software” ومقرها إسرائيل، إن إيران كانت وراء العديد من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت منظمات إسرائيلية خلال صراع حماس المستمر.

الانتقام دون خسائر بشرية كبيرة

وقال بورين لموقع “أكسيوس”، إن “العمليات السيبرانية يمكن أن تمنح البلدان القدرة على الانتقام دون المخاطرة بوقوع خسائر بشرية كبيرة”.

ونقلت “فورين بوليسي” عن تشارلز فريليتش، نائب مستشار الأمن القومي الأسبق في إسرائيل زميل معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، أن “إيران وإسرائيل تعتقدان أن الفضاء السيبراني أقل تصعيدا من العمليات العسكرية، وبالتالي يمكنهم القيام بذلك مع توقع رد فعل أقل من الجانب الآخر”.

بعد محادثات خاصة.. مسؤولون أميركيون يكشفون طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران

يتوقع المسؤولون الأميركيون أن يكون الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني “محدود النطاق”، ويتضمن ضربات ضد القوات الإيرانية والوكلاء المدعومين من طهران بالمنطقة، حسب ما قال 4 مسؤولين أميركيين لشبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية.


وعلى الرغم من هذا، فمن المرجح أن تتعامل إسرائيل مع أي هجوم إلكتروني ضد إيران بالتزامن مع عملية عسكرية أخرى، حسب ما يضيف فريليتش، مشيرا إلى أن “الجيش الإسرائيلي لديه عقيدة عملياتية ويعرف كيفية استخدام القدرات الإلكترونية”.

وتابع: “تتطلب العمليات الإلكترونية الهجومية إجراءات موافقة مشابهة إلى حد كبير لتلك الخاصة بالعمليات العسكرية المباشرة، وبالتالي فسوف يتم تصعيد ذلك عبر الهرم الإداري وصولا إلى رئيس الوزراء”.



Source link

من sadawatan

اترك رد