دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — عند الدخول في علاقة عاطفية جديدة، قد يكون من الصعب التطرّق إلى سؤال حول حالة الصحة الجنسية لدى الشريك.

وربما لا ترغب في إفساد اللحظة بينك وبين الطرف الآخر أو جعله يشعر بعدم الارتياح، فهل من الضروري معرفة ما إذا كان شريكك المحتمل مصابا بعدوى منقولة جنسيا؟

تُعد الصحة الجنسية جزءًا مهمًا وطبيعيًا من صحتنا العامة، لدرجة أن الحديث عنها عندما نتعرف على حبيب محتمل بهدف الارتباط، يجب أن يبدو أمرًا بديهيا، مثل التحدّث عن الأطعمة أو الهوايات المفضلة لدينا، حسبما أكدته الدكتورة جانيت بريتو، وهي عالمة النفس والمعالجة الجنسية لدى مركز هاواي للصحة الجنسية والعلاقات في مدينة هونولولو.

وأشارت بريتو إلى أن “كيفية طرح هذا الأمر يُعد صعبا، كون أي موضوع يتعلّق بالصحة الجنسية يُعتبر من المحرمات”.

وقد تكون هناك مخاوف بشأن الطريقة التي قد يُنظر بها إليك بسبب سؤالك، أو حول احتمال شعور الطرف الآخر بالخجل بسبب اختياراته الجنسية.

ولكن بصرف النظر عن ذلك، “من المهم أن تكون حازمًا بشأن صحتك”، حسبما ذكرته بريتو، خاصة وأن معدلات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا آخذة في الارتفاع خلال السنوات القليلة الماضية.

ويُعد فيروس الورم الحليمي البشري، والكلاميديا، والسيلان، والهربس من الأمراض المنقولة جنسيًا الأكثر شيوعًا.

من جهتها، أوضحت الدكتورة جيرمين إيرل كروكشانكس، وهي طبيبة أمراض النساء والتوليد لدى مستشفى ماونت أوبورن في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس، أنه لا يمكنك أن تفترض أن عدم ذِكر شريكك لإصابته بأمراض منقولة جنسيًا أو عدم ظهور أعراض واضحة عليه يعني أنك في أمان.

وسواء كان ذلك بسبب الخجل أو الأنانية، فليس الجميع صريحين بشأن حالة الصحة الجنسية الخاصة بهم. 

وأضافت إيرل كروكشانكس أن العديد من الأمراض المنقولة جنسيًا، بما في ذلك السيلان، والكلاميديا، والهربس، لا تُظهر أعراض دائمة.

ومن الأسهل أن تكون استباقيًا وتمنع الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا بدلاً من التعامل مع مشكلة صحية، خاصة أن بعض الأمراض المنقولة جنسيا تُعد غير قابلة للشفاء – بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد الوبائي، وفيروس الورم الحليمي البشري – ويمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية بما في ذلك العقم أو تهدد الحياة، حسبما ذكرته إيرل كروكشانكس.

وفيما يلي، إليك بعض النصائح للحديث عن حالة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا.

الحديث عن الصحة الجنسية

في البداية، أوضح الخبراء أهمية الإعداد لإجراء هذه المحادثة، ونصحوا بإجرائها في بيئة هادئة بدلًا من تأجيل المناقشة للحظات التي تسبق ممارسة النشاط الجنسي مباشرةً.

وقد تكون حينها في خضم اللحظة، لذلك ربما لن تتمكن من التفيكر بوضوح، وقد يؤدي ذلك أيضًا إلى جعل الأمور محرجة، ما قد يجعلك أكثر عرضة لقول “لا بأس”، وتأجيل التفكير في العواقب لاحقًا.

ويجب التحدّث بلطف وبطريقة تشجّع على النقاش المفتوح، وتفهّم أنك تراعي مسؤولية صحتك بدلاً من إلقاء اللوم على الطرف الآخر.

ولفتت بريتو إلى أن استخدام تقنية “الساندويتش” للتعامل مع المحادثات الصعبة يُعد مفيدا في هذه الحالة، مثل قول: “أنا معجب بك و متحمس للقيام بذلك معك، ولكن إجراء الفحص يُعد أمرا مهما بالنسبة لي من أجل صحتي، متى أجريت فحصا آخر مرة”.

وترى  إيرل كروكشانكس أن تجهيز نتائج الفحص الخاصة بك مسبقًا قد يجعل المناقشة تبدو طبيعية أكثر.

التعامل مع ردّ الشريك

وإذا أخبرك الطرف الآخر أنه قد أجرى الفحص مسبقا، فلا تعتبر ذلك تلقائيًا بمثابة ضوء أخضر للمضي قدمًا. ويحتاج كلاكما إلى توضيح تاريخ الفحص، ومداه، ونتائجه، وما إذا كان أي منكما قد مارس نشاطا جنسي مع أي شخص آخر خلال تلك الفترة.

وإذا كانت نتيجة فحص الشريك سلبية للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا في وقت ما، ولكنه مارس الجنس مع شخص آخر قبل الخضوع للفحص مباشرةً، فمن الأفضل إعادة إجراء الفحص بعد ثلاثة أشهر للتأكد من عدم الإصابة بأي مرض، وفقا لما أوضحته إيرل كروكشانكس.

بينما إذا كانت إجابة الشريك هي أنه لم يخضع للفحص، يمكنك أن تطلب منه القيام بذلك قبل ممارسة النشاط الجنسي. 

ولفتت بريتو إلى أنه اعتمادًا على طبيعة العلاقة بينكما، يمكنكما عرض إجراء الفحص معًا، ثم مناقشة التوقيت والمكان اللذان تشعران بفيه بالراحة للقيام بذلك.

وأكدّ الخبراء أن التوقف مؤقتًا حتى ذلك الحين يُعد الخيار الأكثر أمانًا. ولكن إذا قرّرت الاستمرار في خضم اللحظة، فاستخدم أكبر قدر ممكن من الحماية، مثل الواقي الذكري، أو ممارسة أنشطة لا تضمن تعرّض الفم أو الأعضاء التناسلية إلى سوائل الجسم.

ماذا تفعل إذا كان أحدكما مصابًا بالأمراض المنقولة جنسيًا؟

وفي حال كانت نتيجة فحص أحدكما إيجابية للإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، فلا يعني ذلك نهاية العلاقة، بحسب ما ذكرته بريتو.

وأشارت إيرل كروكشانكس إلى أن “هناك العديد من الأمراض المنقولة جنسياً التي لها وصمات عار سيئة للغاية، ولا تسبب في الواقع أي مشاكل طويلة الأمد”.

وأضافت أنه يجب على الشخصين التحدّث إلى الطبيب حول التشخيص، والتأثيرات، والعلاجات المتاحة



Source link

من sadawatan

اترك رد