تُعد متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد الوخيم (سارس) مرضاً تنفسياً معدياً وأحياناً مميتاً. وظهر سارس لأول مرة في الصين في نوفمبر 2002. وفي خلال بضعة أشهر، انتشر حينها في جميع أنحاء العالم، محمولاً بواسطة مسافرين غير متوقعين.
وأوضح سارس مدى إمكانية انتشار العدوى سريعاً في عالم مترابط وسريع الحراك.
وعلى الجانب الآخر، مكَّن الجهد التعاوني الدولي خبراء الصحة من احتواء انتشار المرض سريعاً، ولم تكن هناك طريقة انتقال معروفة لمرض سارس بأي مكان في العالم منذ عام 2004.
أعراض سارس
تبدأ المتلازمة التنفُّسية الحادة الوخيمة (سارس) عادة بمؤشرات وأعراض تشبه الإنفلونزا، كالحمى، والقشعريرة، وآلام العضلات، والصداع، والإسهال في بعض الأحيان.
وبعد مرور نحو أسبوع، تشمل المؤشرات والأعراض ما يلي:
- حُمى بدرجة حرارة 100.5 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية) أو أكثر.
- سعال جاف.
- ضِيق النَّفَس.
أسباب الإصابة بمرض سارس
وينشأ السارس بسبب ذُرّية الفيروسة المُكَلَّلة، وهي نفس عائلة الفيروسات التي تُسبِّب البرد العادي. وفيما مضى لم تكن هذه الفيروسات قط خطرة على البشر.
إلا أن الفيروسات المُكلَّلة يمكن أن تسبب مرضاً شديداً للحيوانات، ولهذا السبب ظن العلماء أن فيروس السارس يمكن أن يكون قد انتقل من الحيوان إلى البشَر، لكن يبدو الآن أن الفيروس قد تطور من فيروس حيواني واحد أو أكثر إلى ذُرّية جديدة.
كيفية انتشار مرض سارس
أغلب أمراض الجهاز التنفسي، ومنها متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس)، تنتشر عبر رذاذ ينتشر في الهواء عندما يَسعل شخص مصاب بالمرض أو يَعطس أو يَتحدث.
ويعتقد معظم الخبراء أن متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) ينتشر بشكل أساسي من خلال الاتصال الشخصي الوثيق، مثل رعاية شخص مصاب متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس). قد ينتشر الفيروس أيضاً على الأشياء الملوثة، مثل مقابض الأبواب، والهواتف، وأزرار المصعد.
مضاعفات سارس
الكثير من الأشخاص المصابين بالسارس يُصابون بالتهاب الرئة، ومشاكل التنفُّس التي قد تتفاقم لدرجة شديدة تحتاج لجهاز تنفُّس صناعي. السارس عدوى قاتلة في بعض الحالات، غالباً نتيجة فشل الجهاز التنفُّسي. تشمل المضاعفات المُحتمَلة الأخرى فشل عضلة القلب والفشل الكبدي.
الأشخاص الأكبر عمراً عن ستين عاماً – خاصةً هؤلاء المصابين بأمراض كامنة مثل السُّكري أو التهاب الكبد – يكونون الأكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات الخطيرة.
الوقاية من سارس
يعمل الباحثون على تطوير عدة أنواع من اللقاحات للوقاية من سارس، ولكن لم يتم اختبار أي منها على البشر. وإذا انتشرت عدوى سارس مجدداً، فاتبع إرشادات السلامة التالية إذا كنت تعتني بشخص مصاب بعدوى سارس:
- اغسل يديك: نظف يديك بالصابون والماء الساخن باستمرار، أو استخدم لفرك اليدين مادة كحولية تحتوي على كحول بنسبة 60% على الأقل.
- ارتدِ قفازات تُستخدم مرة واحدة: في حالة ملامسة سوائل الجسم أو براز الشخص، فعليك ارتداء قفازات تُستخدم مرة واحدة. تخلص من القفازات على الفور بعد الاستخدام واغسل يديك جيداً.
- ارتدِ قناعاً: عند وجودك في نفس الغرفة التي يوجد بها أحد الأشخاص المصابين بـسارس، غطِّ فمك وأنفك بقناع الجراحة. يمكن أن يوفر ارتداء النظارات أيضاً بعض الحماية.
- اغسل المتعلقات الشخصية: استخدم الماء الساخن والصابون لغسل الأواني، والمناشف، والفراش، والملابس الخاصة بشخص مصاب بـسارس.
- تطهير الأسطح: استخدم مطهراً منزليّاً لتنظيف الأسطح التي قد تكون ملوثة بعرق، أو لعاب، أو مخاط، أو، قيء، أو براز أو بول. ارتدِ قفازات تُستخدم مرة واحدة عند التنظيف وتخلص من القفازات عند الانتهاء.
- اتبع الاحتياطات لمدة 10 أيام على الأقل بعد اختفاء مؤشرات وأعراض الشخص المصاب.
- احرص على أن يبقى الأطفال بعيداً عن المدرسة إذا أُصيبوا بحمى أو أعراض تنفسية لمدة 10 أيام من التعرض لشخص مصاب بـسارس.
العلاج
على الرغم من الجهود العالمية المتضافرة، لم يجد العلماء بعد علاجاً فعالاً لمرض المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة. ولا تعمل عقاقير المضادات الحيوية ضد الفيروسات، ولم تظهر للأدوية المضادة للفيروسات فائدة كبيرة.
